المرأة فى الإسلام
www.banatharitna.ahlamontada.com :: الـــمـــنـــتـــدي الأســـــلامــــــي :: قسم الخطب والمواعظ الأسلاميه
صفحة 1 من اصل 1
المرأة فى الإسلام
ملخص الخطبة
1- وضع المرأة في الجاهلية 2- مساواة المرأة للرجل في كثير من الواجبات الدينية 3- الإسلام يرد للمرأة حقوقها 4- واقع المرأة في المجتمع الغربي 5- الوصية بحسن تربية النساء
الخطبة الأولى
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله بامتثال أو امره، واجتناب ما نهاكم عنه لعلكم ترحمون وتفلحون.
عباد الله: سيكون حديثي معكم عن موضوع شغل بال الإنسانية قديما وحديثا، وقد جاء الإسلام بالفصل فيه ووضع له الحل الكافي والدواء الشافي، ألا وهو موضوع المرأة، لأن أهل الشر اتخذوا من هذا الموضوع منطلقا للتضليل والخداع عند من لا يعرف وضع المراة في الجاهلية ووضعها في الاسلام، ووضعها عند الامم الكفرية المعاصرة.
فقد كانت المرأة في الجاهلية، تعد من سقط المتاع لا يقام لها وزن، حتى بلغ من شدة بغضهم لها إنذاك أن أحدهم حينما تولد له البنت يستاء منها جدا ويكرهها ولا يستطيع مقابلة الرجال من الخجل الذي يشعر به.
ثم يبقى بين امرين اما ان يترك هذه البنت مهانة، ويصبر هو على كراهيتها وتنقص الناس له بسببها. وإما أن يقتلها شر قتله، بأن يدفنها وهي حية ويتركها تحت التراب حتى تموت، وقد ذكر الله ذلك عنهم في قوله تعالى: وإذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم % يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسّه في التراب ألا ساء ما يحكمون [النحل:58-59]. وأخبر سبحانه أنه سينصف هذه المظلومة ممن ظلمها وقتلها بغير حق، فقال تعالى: وإذا الموءدة سئلت بأي ذنب قتلت [التكوير:8-9]. وكانوا في الجاهلية إذا لم يقتلوا البنت في صغرها يهينونها في كبرها، فكانوا لا يورثونها من قريبها إذا مات، بل كانوا يعدونها من جملة المتاع الذي يورث عن الميت، كما روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بإمرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها فهم احق بها من أهلها، فنزلت: يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها [النساء:19]. وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العدد الكثير من النساء من غير حصر بعدد ويسيء عشرتهن، فلما جاء الإسلام حرم الجمع بين أكثر من أربع نساء واشترط لجواز ذلك تحقق العدل بينهن في الحقوق الزوجية قال تعالى: فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم [النساء:3].
نعم لقد جاء الإسلام والمرأة على هذا الوضع السيء، فأنقذها منه وكرمها، وضمن لها حقوقها، وجعلها مساوية للرجل في كثير من الواجبات الدينية، وترك المحرمات وفي الثواب والعقاب، وعلى ذلك قال: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [النحل:97]. وقال تعالى: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما [الأحزاب:35].
وفضل الله الرجل على المراة في مقامات، ولأسباب تقتضي تفضيله عليها، كما في الميراث والشهادة والدية والقوامة والطلاق، لأن عند الرجل من الاستعداد الخلقي ما ليس عند المراة وعليه من المسؤولية في الحياة ما ليس على المراة، كما قال تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم [النساء:34]. وقال تعالى: وللرجال عليهن درجة [البقرة:228]. جعل الله للمرأة حقا في الميراث فقال سبحانه: للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا [النساء:7]، جعل الله لها التملك والتصدق والاعتاق كما للرجل قال تعالى: والمتصدقين والمتصدقات [الأحزاب:35]. جعل لها الحق في اختيار الزوج فلا تزوج بدون رضاها، صانها الله بالإسلام من التبذل، وكف عنها الأيدي الآثمة، والأعين الخائنة، التي تريد الإعتداء على عفافها، والتمتع بها على غير وجه شرعي، وهكذا عاشت المرأة تحت ظل الإسلام وكرامته. أما وزوجة وقريبة واختا في الدين. تؤدي وظيفتها في الحياة ربة بيت واسرة، وتزاول خارج البيت ما يليق بها منا الاعمال إذا دعت الحاجة إلى ذلك مع الاحتشام والاحتفاظ بكرامتها ومع التزام الحجاب الكامل الضافي على جسمها ووجهها، وتحت رقابة وليها. فلا تخلو مع رجل لا يحل لها الا ومعها محرمها. ولا تسافر الا مع محرمها. هذا وضع المراة في الاسلام الذي هو دين الرحمة والكمال والنزاهة والعدل، واوصى بها نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام وصية خاصة حين قال في حجة الوداع: ((واتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان))، أي اسيرات. هذا وصف تقريبي لوضع المرأة في الإسلام.
أما وضعها في المجتمعات الكافرة، والمجتمعات التي تتسمى اليوم بالإسلام، وهي تستورد نظمها وتقاليدها من الكفار، إن وضعها اليوم في هذه المجتمعات أسوأ بكثير من وضعها في الجاهلية الأولى، فقد جعلت فيها المرأة سلعة رخيصة تعرض عارية، أو شبه عارية أمام الرجال في مواطن تجمعهم على شكل خادمات في البيوت وموظفات في المكاتب، وممرضات في المستشفيات، ومضيفات في الطائرات والفنادق، ومدرسات للرجال في دور التعليم، وممثلاث في أفلام التلفزيون والسينما والفديو، وإذا لم يمكن ظهور صورتها في هذه الوسائل جاؤوا بصوتها في الراديو مذيعة أو مطربة، وإلى جانب اظهار صورتها المتحركة في وسائل الاعلام المرئية يظهرون صورتها الفوتوغرافية في الصحف والمجلات، بل وعلى أغلفة السلع التجارية، فيختارون أجمل فتاة يجدونها ويضعون صورتها على هذه الصحف والمجلات السيارة أو على غلفة السلع التجارية؛ ليتخذوا منها دعاية لترويج صحفهم وبضائعهم، وليغروا أهل الفساد الخلقي بفسادهم وليفتنوا الأبرياء، وهكذا أصبحت المرأة سلعة رخيصة تعرض في كل مناسبة، لقد ظلموا المرأة فسلبوها حقها الشرعي فمنعوا قوامة الرجل عليها بالإنفاق والرعاية. وعزلوها من ولايتها على البيت وتربية الأولاد وتكوين الأسرة، وهكذا قطعوا عنها كل الروافد التي تعينها على أداء وظيفتها في الحياة حتى اضطروها للخروج لطلب لقمة العيش ولو على حساب عفافها وانتهاك عرضها عند كل فاجر وماجن وحملوها القيام بعمل الرجل، وخلعوا عنها لبأس الستر، وتركوها عارية مظهرة لمفاتن جسمها، تنفذها سهام الأنظار المسمومة من كل جانب، كانت على شاطئ السلامة وبر الأمان، بعيدة عن متناول الأيدي ومماسة الرجال، فقذفوها في بحار الإختلاط المغرقة عرضة للأيدي الآثمة ومطمعا للنفوس الإمارة بالسوء، حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرّم الله في حقها، فمنعوا تعدد الزوجات، الذي هو عين المصلحة للنساء بحيث يتحمل الرجل القوامة على أكبر قدر ممكن منهن، إذ من المعلوم أن عدد النساء في المجتمعات أكثر من عدد الرجال مع ما يعتبر الرجال ويتعرضون له من الأخطار التي تقلل عددهم، فقصروا الرجل على واحدة وتركوا البقية منهن أيامى معرضات للفساد والافساد، قد يتأكلن بأعراضهن، أو يزاولن الأعمال الشاقة مشردات عن البيوت يبحثون عن العمل الذي يعشن من ورائة ولو في بلاد بعيدة عن أو طانهن.
فيسافرن بلا محارم ويعشن غريبات بين أجانب، ويتهددهن الخطر من كل جانب، وهكذا قطع أعداء الله وأعداء الإنسانية عن هذه المرأة المسكينة كل روافد الحياة السعيدة وجردوها من كل حقوقها الإجتماعية ليكونوا منها وسيلة للفساد،وآلة للدمار. وقد تعجبون حين تعلمون أنهم مع هذه الجرائم التي إرتكبوها في حق المرأة، يدعون أنهم أنصارهم والمدافعون عن حريتها والمنادون بالمطالبة بحقوقها مغررين بها كما غرر إمامهم إبليس بالأبوين عليهما السلام حين قاسمهما: اني لكما لمن الناصحين [الأعراف:21]. ويكون العجب أكثر إذا علمتم إن من بين المسلمين أبواقا تردد مقالات هؤلاء أو بعضهما وتروجها في بعض الصحف والمجلات: كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم [البقرة:118]. إنهم يرددون أقوالا قيلت من قبلهم وقد لا يدركون معناها.
أيها المسلمون: تنبهوا لدسائس اعدائكم ولمخططاتهم للقضاء عليكم، ومن أعظم ذلك موضوع المرأة الذي اتخذوه سلاحا ضدكم يشهره في وجوهكم بعض المخدوعين من أبنائكم. فأخرسوا هذه الالسن الملوثة، وحطموا هذه الأقلام المشبوهة، التي تنفث هذه السموم بينكم، واعرفوا من أين جاءت فسدوا طريقها عنكم، فإن عندكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ولن تغلبوا، وهو كتاب الله وسنة رسوله ودين الاسلام، وليس عندهم إلا الكذب والتدجيل والخداع، فاحمدوا الله على نعمه واسالوه الثبات على دينه والسلامة من شر الفتن. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا % وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا % وإن خفتم إلا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمنكم ذلك أدنى الا تعولوا % وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا % ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وأرزقوهم فيها وأكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا [النساء:1-5].
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، هدانا للإسلام، وجعلنا به خير أمة اخرجت للناس إن نحن تمسكنا به، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى في نسائكم، فانكم مستحفظون عليهن، وأي خلل يقعن فيه فإنتم المسؤولون عنه، إننا نرى ونسمع عن وضع النساء في مجتمعنا شيئا مؤسفا ومؤذنا بخطر كبير، من ذلك التساهل في أمر الحجاب خصوصا من الشابات اللآتي اعتدن الخروج، يخرجن في ملابس ضيقة ويكشفن عن أكفهن واذرعهن وربما عن وجوههن في معارض الاقمشة وعند الصاغة ومحلات تفصيل الملابس. كأن اصحاب هذه المحلات من محارمهن. وهذا منكر لا يجوز السكوت عليه. ومنهن من تضع على وجهها غطاء شفافا لا يستر ما وراءه.
وانتم – يا عباد الله – تعلمون ما اصاب بني اسرائيل من العقوبة بسبب اهمال نسائهم. وأمر اخر فشى في مجتمعنا وهو امر مخيف وهو عزوف النساء عن الزواج بحجة أن بعضهن تريد اكمال دراستها. وبعضهن قد توظفن ولا يردن التخلي عن وظائفهن، والبعض الآخر عزف عن الزواج تأثرا بالدعايات السيئة المرئية والمسموعة التي تنفر من تعدد الزوجات ومن تزويج كبار السن. وتزويج من له والد كبير السن أو والدة. وهكذا يصورون الزواج في هذه الحالات بصورة سيئة ويتخيلون له مشاكل مكذوبة، اضافة إلى أن من الأولياء مَن يمنع موليته من الزواج بكفئها، ومثل هذا قد يبتلى بتزويج من لا يصلح لموليته خلقيا ودينيا فتحدث المشاكل، وقد كثر تشكي النساء من بعض الازواج غير الأكْفاء،فهذه تقول: إن زوجها لا يصلي أو أنه يأمرها بخلع الحجاب، وأخرى تقول: إن زوجها يريد ان يستمتع منها في المحل الذي حرمه الله، وأخرى تقول: أن زوجها يجامعها في نهار رمضان. وكل هذه الجرائم سببها عدم اختيار الكفء الصالح عند التزويج.
فاتقوا الله – أيها المسلمون – في نسائكم واحفظوا فيهن وصية الله ووصية رسوله، قال تعالى: الرجال قوامون على النساء [النساء:34]. وقال النبي- -: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير، قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه، قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات)) رواه الترمذي.
1- وضع المرأة في الجاهلية 2- مساواة المرأة للرجل في كثير من الواجبات الدينية 3- الإسلام يرد للمرأة حقوقها 4- واقع المرأة في المجتمع الغربي 5- الوصية بحسن تربية النساء
الخطبة الأولى
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله بامتثال أو امره، واجتناب ما نهاكم عنه لعلكم ترحمون وتفلحون.
عباد الله: سيكون حديثي معكم عن موضوع شغل بال الإنسانية قديما وحديثا، وقد جاء الإسلام بالفصل فيه ووضع له الحل الكافي والدواء الشافي، ألا وهو موضوع المرأة، لأن أهل الشر اتخذوا من هذا الموضوع منطلقا للتضليل والخداع عند من لا يعرف وضع المراة في الجاهلية ووضعها في الاسلام، ووضعها عند الامم الكفرية المعاصرة.
فقد كانت المرأة في الجاهلية، تعد من سقط المتاع لا يقام لها وزن، حتى بلغ من شدة بغضهم لها إنذاك أن أحدهم حينما تولد له البنت يستاء منها جدا ويكرهها ولا يستطيع مقابلة الرجال من الخجل الذي يشعر به.
ثم يبقى بين امرين اما ان يترك هذه البنت مهانة، ويصبر هو على كراهيتها وتنقص الناس له بسببها. وإما أن يقتلها شر قتله، بأن يدفنها وهي حية ويتركها تحت التراب حتى تموت، وقد ذكر الله ذلك عنهم في قوله تعالى: وإذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم % يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسّه في التراب ألا ساء ما يحكمون [النحل:58-59]. وأخبر سبحانه أنه سينصف هذه المظلومة ممن ظلمها وقتلها بغير حق، فقال تعالى: وإذا الموءدة سئلت بأي ذنب قتلت [التكوير:8-9]. وكانوا في الجاهلية إذا لم يقتلوا البنت في صغرها يهينونها في كبرها، فكانوا لا يورثونها من قريبها إذا مات، بل كانوا يعدونها من جملة المتاع الذي يورث عن الميت، كما روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بإمرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاءوا زوجوها، وإن شاءوا لم يزوجوها فهم احق بها من أهلها، فنزلت: يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها [النساء:19]. وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العدد الكثير من النساء من غير حصر بعدد ويسيء عشرتهن، فلما جاء الإسلام حرم الجمع بين أكثر من أربع نساء واشترط لجواز ذلك تحقق العدل بينهن في الحقوق الزوجية قال تعالى: فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم [النساء:3].
نعم لقد جاء الإسلام والمرأة على هذا الوضع السيء، فأنقذها منه وكرمها، وضمن لها حقوقها، وجعلها مساوية للرجل في كثير من الواجبات الدينية، وترك المحرمات وفي الثواب والعقاب، وعلى ذلك قال: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [النحل:97]. وقال تعالى: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما [الأحزاب:35].
وفضل الله الرجل على المراة في مقامات، ولأسباب تقتضي تفضيله عليها، كما في الميراث والشهادة والدية والقوامة والطلاق، لأن عند الرجل من الاستعداد الخلقي ما ليس عند المراة وعليه من المسؤولية في الحياة ما ليس على المراة، كما قال تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم [النساء:34]. وقال تعالى: وللرجال عليهن درجة [البقرة:228]. جعل الله للمرأة حقا في الميراث فقال سبحانه: للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا [النساء:7]، جعل الله لها التملك والتصدق والاعتاق كما للرجل قال تعالى: والمتصدقين والمتصدقات [الأحزاب:35]. جعل لها الحق في اختيار الزوج فلا تزوج بدون رضاها، صانها الله بالإسلام من التبذل، وكف عنها الأيدي الآثمة، والأعين الخائنة، التي تريد الإعتداء على عفافها، والتمتع بها على غير وجه شرعي، وهكذا عاشت المرأة تحت ظل الإسلام وكرامته. أما وزوجة وقريبة واختا في الدين. تؤدي وظيفتها في الحياة ربة بيت واسرة، وتزاول خارج البيت ما يليق بها منا الاعمال إذا دعت الحاجة إلى ذلك مع الاحتشام والاحتفاظ بكرامتها ومع التزام الحجاب الكامل الضافي على جسمها ووجهها، وتحت رقابة وليها. فلا تخلو مع رجل لا يحل لها الا ومعها محرمها. ولا تسافر الا مع محرمها. هذا وضع المراة في الاسلام الذي هو دين الرحمة والكمال والنزاهة والعدل، واوصى بها نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام وصية خاصة حين قال في حجة الوداع: ((واتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان))، أي اسيرات. هذا وصف تقريبي لوضع المرأة في الإسلام.
أما وضعها في المجتمعات الكافرة، والمجتمعات التي تتسمى اليوم بالإسلام، وهي تستورد نظمها وتقاليدها من الكفار، إن وضعها اليوم في هذه المجتمعات أسوأ بكثير من وضعها في الجاهلية الأولى، فقد جعلت فيها المرأة سلعة رخيصة تعرض عارية، أو شبه عارية أمام الرجال في مواطن تجمعهم على شكل خادمات في البيوت وموظفات في المكاتب، وممرضات في المستشفيات، ومضيفات في الطائرات والفنادق، ومدرسات للرجال في دور التعليم، وممثلاث في أفلام التلفزيون والسينما والفديو، وإذا لم يمكن ظهور صورتها في هذه الوسائل جاؤوا بصوتها في الراديو مذيعة أو مطربة، وإلى جانب اظهار صورتها المتحركة في وسائل الاعلام المرئية يظهرون صورتها الفوتوغرافية في الصحف والمجلات، بل وعلى أغلفة السلع التجارية، فيختارون أجمل فتاة يجدونها ويضعون صورتها على هذه الصحف والمجلات السيارة أو على غلفة السلع التجارية؛ ليتخذوا منها دعاية لترويج صحفهم وبضائعهم، وليغروا أهل الفساد الخلقي بفسادهم وليفتنوا الأبرياء، وهكذا أصبحت المرأة سلعة رخيصة تعرض في كل مناسبة، لقد ظلموا المرأة فسلبوها حقها الشرعي فمنعوا قوامة الرجل عليها بالإنفاق والرعاية. وعزلوها من ولايتها على البيت وتربية الأولاد وتكوين الأسرة، وهكذا قطعوا عنها كل الروافد التي تعينها على أداء وظيفتها في الحياة حتى اضطروها للخروج لطلب لقمة العيش ولو على حساب عفافها وانتهاك عرضها عند كل فاجر وماجن وحملوها القيام بعمل الرجل، وخلعوا عنها لبأس الستر، وتركوها عارية مظهرة لمفاتن جسمها، تنفذها سهام الأنظار المسمومة من كل جانب، كانت على شاطئ السلامة وبر الأمان، بعيدة عن متناول الأيدي ومماسة الرجال، فقذفوها في بحار الإختلاط المغرقة عرضة للأيدي الآثمة ومطمعا للنفوس الإمارة بالسوء، حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرّم الله في حقها، فمنعوا تعدد الزوجات، الذي هو عين المصلحة للنساء بحيث يتحمل الرجل القوامة على أكبر قدر ممكن منهن، إذ من المعلوم أن عدد النساء في المجتمعات أكثر من عدد الرجال مع ما يعتبر الرجال ويتعرضون له من الأخطار التي تقلل عددهم، فقصروا الرجل على واحدة وتركوا البقية منهن أيامى معرضات للفساد والافساد، قد يتأكلن بأعراضهن، أو يزاولن الأعمال الشاقة مشردات عن البيوت يبحثون عن العمل الذي يعشن من ورائة ولو في بلاد بعيدة عن أو طانهن.
فيسافرن بلا محارم ويعشن غريبات بين أجانب، ويتهددهن الخطر من كل جانب، وهكذا قطع أعداء الله وأعداء الإنسانية عن هذه المرأة المسكينة كل روافد الحياة السعيدة وجردوها من كل حقوقها الإجتماعية ليكونوا منها وسيلة للفساد،وآلة للدمار. وقد تعجبون حين تعلمون أنهم مع هذه الجرائم التي إرتكبوها في حق المرأة، يدعون أنهم أنصارهم والمدافعون عن حريتها والمنادون بالمطالبة بحقوقها مغررين بها كما غرر إمامهم إبليس بالأبوين عليهما السلام حين قاسمهما: اني لكما لمن الناصحين [الأعراف:21]. ويكون العجب أكثر إذا علمتم إن من بين المسلمين أبواقا تردد مقالات هؤلاء أو بعضهما وتروجها في بعض الصحف والمجلات: كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم [البقرة:118]. إنهم يرددون أقوالا قيلت من قبلهم وقد لا يدركون معناها.
أيها المسلمون: تنبهوا لدسائس اعدائكم ولمخططاتهم للقضاء عليكم، ومن أعظم ذلك موضوع المرأة الذي اتخذوه سلاحا ضدكم يشهره في وجوهكم بعض المخدوعين من أبنائكم. فأخرسوا هذه الالسن الملوثة، وحطموا هذه الأقلام المشبوهة، التي تنفث هذه السموم بينكم، واعرفوا من أين جاءت فسدوا طريقها عنكم، فإن عندكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ولن تغلبوا، وهو كتاب الله وسنة رسوله ودين الاسلام، وليس عندهم إلا الكذب والتدجيل والخداع، فاحمدوا الله على نعمه واسالوه الثبات على دينه والسلامة من شر الفتن. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا % وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا % وإن خفتم إلا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمنكم ذلك أدنى الا تعولوا % وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا % ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وأرزقوهم فيها وأكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا [النساء:1-5].
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، هدانا للإسلام، وجعلنا به خير أمة اخرجت للناس إن نحن تمسكنا به، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى في نسائكم، فانكم مستحفظون عليهن، وأي خلل يقعن فيه فإنتم المسؤولون عنه، إننا نرى ونسمع عن وضع النساء في مجتمعنا شيئا مؤسفا ومؤذنا بخطر كبير، من ذلك التساهل في أمر الحجاب خصوصا من الشابات اللآتي اعتدن الخروج، يخرجن في ملابس ضيقة ويكشفن عن أكفهن واذرعهن وربما عن وجوههن في معارض الاقمشة وعند الصاغة ومحلات تفصيل الملابس. كأن اصحاب هذه المحلات من محارمهن. وهذا منكر لا يجوز السكوت عليه. ومنهن من تضع على وجهها غطاء شفافا لا يستر ما وراءه.
وانتم – يا عباد الله – تعلمون ما اصاب بني اسرائيل من العقوبة بسبب اهمال نسائهم. وأمر اخر فشى في مجتمعنا وهو امر مخيف وهو عزوف النساء عن الزواج بحجة أن بعضهن تريد اكمال دراستها. وبعضهن قد توظفن ولا يردن التخلي عن وظائفهن، والبعض الآخر عزف عن الزواج تأثرا بالدعايات السيئة المرئية والمسموعة التي تنفر من تعدد الزوجات ومن تزويج كبار السن. وتزويج من له والد كبير السن أو والدة. وهكذا يصورون الزواج في هذه الحالات بصورة سيئة ويتخيلون له مشاكل مكذوبة، اضافة إلى أن من الأولياء مَن يمنع موليته من الزواج بكفئها، ومثل هذا قد يبتلى بتزويج من لا يصلح لموليته خلقيا ودينيا فتحدث المشاكل، وقد كثر تشكي النساء من بعض الازواج غير الأكْفاء،فهذه تقول: إن زوجها لا يصلي أو أنه يأمرها بخلع الحجاب، وأخرى تقول: إن زوجها يريد ان يستمتع منها في المحل الذي حرمه الله، وأخرى تقول: أن زوجها يجامعها في نهار رمضان. وكل هذه الجرائم سببها عدم اختيار الكفء الصالح عند التزويج.
فاتقوا الله – أيها المسلمون – في نسائكم واحفظوا فيهن وصية الله ووصية رسوله، قال تعالى: الرجال قوامون على النساء [النساء:34]. وقال النبي- -: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير، قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه، قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات)) رواه الترمذي.
روزيتـــااا- starwars
- عدد الرسائل : 94
تاريخ التسجيل : 23/03/2009
www.banatharitna.ahlamontada.com :: الـــمـــنـــتـــدي الأســـــلامــــــي :: قسم الخطب والمواعظ الأسلاميه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى